رام الله-فلسطين برس- أعلـن رئيس دائرة شؤون
المفاوضات د.صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس ابلغ المبعوث الأميركي
لعملية السلام جورج ميتشل، ان على الإدارة الأميركية أن تعمل مع رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإسقاط شروطه إذا أرادت استئناف
المفاوضات بسرعة.
وكان د.عريقات يتحدث في أعقاب استقبال الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة
بمدينة رام الله، اليوم، للمبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل.
وقال عريقات: 'ان الذي يمنع استئناف المفاوضات هي الشروط التي يضعها
نتنياهو، بإصراره على استمرار الاستيطان، واستثناء القدس، وإصراره على عدم
استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، وإصراره على شروطه
المتعلقة بالحصول على نتائج المفاوضات قبل ان تبدأ، كالإعلان عن غور
الأردن منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية،أي 28 % من الضفة الغربية، الكتل
الاستيطانية تشكل بنظرهم من 12 إلى 14 %، وعدم التفاوض على القدس الشرقية
كما يقول، كذلك دولة منزوعة السلاح، والاعتراف بيهودية الدولة، كل هذا
ماذا نسميه، هذه هي الشروط التي أخرجت قطار الرئيس اوباما عن مساره، وهذه
هي الحقيقة'.
وأضاف: 'ان النقاش الأساسي مع السيناتور ميتشل دار حول استئناف المفاوضات،
فالإدارة الأميركية تريد استئناف المفاوضات فورا، ونحن نريد كذلك
استئنافها، ولكن على الإدارة الأميركية ان تعمل مع السيد نتنياهو لإسقاط
شروطه، وفي هذا المجال لا يوجد تطابق في وجهات النظر الفلسطينية
والأميركية'.
وتابع عريقات حديثه قائلا، 'نحن كطرف فلسطيني علينا التزامات، وسنستمر في
تنفيذها، ولكن على المجتمع الدولي ألزام إسرائيل بإسقاط شروطها اذا أريد
حقاً استئناف المفاوضات، ووقف الاستيطان ليس شرطا فلسطينيا، بل هو جزء من
التزامات إسرائيل، كذلك هو نفس الحال بالنسبة لاستئناف المفاوضات من
النقطة التي توقفت عندها'.
وقال: 'إن إجراءات الحكومة الإسرائيلية المتمثلة باستمرار الاستيطان وفرض
الحقائق على الأرض، وتحويل المفاوضات إلى املاءات هي التي تعطل جهود
الرئيس أوباما والسيناتور ميتشل'.
وأكد د.عريقات حرص الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على إنجاح جهود
الإدارة الأميركية في مسعاها لاستئناف المفاوضات على أسس تحديد مرجعيات
عملية السلام، وتنفيذ الالتزامات المترتبة على الجانبين في المرحلة الأولى
من خطة خارطة الطريق.
وأشار عريقات الى ان الرئيس اثار مجموعة من القضايا مع السيناتور ميتشل،
على رأسها الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والضفة الغربية تحديدا،
من هدم للبيوت وتهجير للسكان، وإقامة جامعة في مستوطنة ارئييل، بالإضافة
إلى التصريحات التي سبقت زيارة ميتشل للمنطقة، المتعلقة بالشروط
الإسرائيلية الجديدة حول غور الأردن والمنطقة الغربية من الضفة الغربية.
وقال عريقات، الرئيس أكد استعدادنا التام لاستئناف المفاوضات دون شروط
مسبقة، وبالتالي الذي يريد استئناف المفاوضات عليه ان يعمل من اجل ان يسقط
نتنياهو شروطه.
وأضاف، السيناتور ميتشل أكد للرئيس عباس، انه خلافا لما تقوله الصحف
ووسائل الإعلام، ان الرئيس اوباما يبلغه التزامه التام بالاستمرار في بذل
الجهود لاستئناف المفاوضات وصولا إلى تحقيق هدف الدولة الفلسطينية
المستقلة، مؤكدا التزام الرئيس اوباما بمبدأ الدولتين، وان سعيه سيستمر
لبلوغ هذا الهدف.
وأكد عريقات، ان السيناتور ميتشل، لم يحمل أوراق او تفاهمات، مجددا
التزام الرئيس عباس ببذل كافة الجهود لإنجاح جهود الرئيس اوباما
والسيناتور ميتشل، مشددا على ان من يعطل هذه الجهود هي إجراءات الحكومة
الإسرائيلية المتمثلة باستمرار الاستيطان وفرض الحقائق على الأرض، وتحويل
المفاوضات إلى املاءات.
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات، الحقيقة إننا نثمن الموقف الأميركي
عاليا، والإدارة الأميركية منذ عام 1967 تعتبر ان ضم القدس غير شرعي، وان
الاستيطان غير شرعي، ولم يتغير هذا الموقف، ولكن مشكلتنا مع سلطة الاحتلال
الإسرائيلي.
وأضاف، هناك جهود كبيرة تبذل من قبل السيناتور ميتشل، وهي عميقة، ونحن
نريد مساعدة ميتشل في إنجاح جهوده، وهذه هي الحقيقة، ونأمل من ان يتمكن من
إقناع الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما عليهم من التزامات.
وأشار عريقات إلى ان السيد الرئيس تحدث عن وجوب تمكين مؤسسات الأمم
المتحدة ومكتب مبعوث اللجنة الرباعية، من إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة،
وإدخال كافة احتياجات قطاع غزة، وميتشل وعد بمساعدتنا في هذا المجال.
إلى ذلك قال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ان الرئيس محمود عباس
سيبدأ يوم الاثنين المقبل، بجولة أوروبية تقوده إلى روسيا الاتحادية،
وبريطانيا، وألمانيا.
وقال الناطق باسم الرئاسة ان الرئيس عباس سيلتقي خلال جولته، الرئيس
الروسي ديمتري ميدفديف، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، والمستشارة
الألمانية انجيلا ميركل، وسيحث معهم آخر التطورات والجهود المبذولة
لاستئناف عملية السلام المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي، والشروط التي
يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام استئناف عملية السلام، وضرورة
إسقاط هذه الشروط.