زهرة فلسطين مجلس الإدارة
البرج : عدد المساهمات : 471 نقاط التقييم : 59840 السٌّمعَة : 111 تاريخ التسجيل : 05/06/2009 العمر : 36 المزاج : busy
| موضوع: كل من عليها فان الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيمكل من عليها فانفضيلة الشيخ / ناصر بن مسفر الزهرانيالله.. ملك الملوك، خالق كل ملك وما ملك، وصانع كل ذي صنعة وصنعته، كل ملك سواه فملكه فان، وظله زائل، وحياته محدودة، وأنفاسه معدودة، وسلطانه ضعيف، ومقامه قليل.الله.. ملك الملوك، خالق كل ملك وما ملك، وصانع كل ذي صنعة وصنعته، كل ملك سواه فملكه فان، وظله زائل، وحياته محدودة، وأنفاسه معدودة، وسلطانه ضعيف، ومقامه قليل. قضى الله عليهم بالفناء، وحكم فيهم بالزوال، وخلق الموت فجعله لهم بالمرصاد، فكل ملك مهما طال ملكه، وكل متكبر مهما عظم كبره، فسوف يأتيه يوم يمرغ وجهه في التراب، ويمسي طعامًا للهوام والدواب، ليس يغنيه إلا ما قدم في مرضاة العزيز الوهاب.
هادم اللذاتالمـوت منا قـريـب وليـس منـا بنـازح في كل يـوم نعــيٌّ تصيح منه الصوائـح تشْجـي القلوب، وتبكي مــولولات النوائـح حتى متى أنت تلهــو في غـفلةٍ، وتمازح؟! والمـوتُ في كل يـومٍ فـي زنْدِ عيشكَ قادح فاعمل ليـوم عـبوس من شـدةِ الهول كالح ولا يغــرنـك دنيـا نعيمُها عنـك نـازحْ وبغْضهــا لك زيـْنٌ وحبُّهـا لك فاضــح قصم الله بالموت رقاب الجبابرة، وكسر به ظهور الأكاسرة، وقصر به آمال القياصرة.ة. إذا نسيت الموت وشناعته، والفراق وصعوبته، وغرتك الحياة الدنيا ونعيمها، فتذكر من سبقك بها، وتلذذ بها، وغره نعيمها، وخدعه حسنها. هل خلد فيها؟ هل دامت له؟ هل ذهب منها بشيء؟ تذكر موتهم ومصارعهم تحت التراب، تذكر صورهم وكيف أخذهم الموت من مناصبهم وأحوالهم، وكيف محا التراب محاسن صورهم، وكيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم.
وكيف رمّلوا نساءهم ويتموا أولادهم، وضيعوا أموالهم، وخلت منهم مساجدهم ومجالسهم، وانقطعت آثارهم، وقد كانوا يؤملون في طول العيش والبقاء، ونسوا أنهم زرع الفناء. ركنوا إلى قوة الشباب ومالوا إلى الضحك واللهو، وغفلوا عن الموت وأهواله، والقبر وأحواله. فإذا هم بعد القوة تهدمت أرجلهم، وبعد النطق أكل الدود ألسنتهم، وبعد الضحك أكل التراب أسنانهم. تذكر الموت قبل أن تندم فلا يفيدك ندمك، وقبل أن تزل قدمك، ويسلمك أهلك وخدمك؛ ويفارقك حبيبك وقريبك، ويتخلى عنك ولدك ونسيبك؛ فلا أنت للدنيا عائد، ولا في حسناتك زائد، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.
أيـا ابن آدم لا يهزأ بك الأمـل عـن كلّ ما ادّخرت كفّاك ترتحِـلُ أراك ترغـبُ في الدّنيا وزينتها وقــد سعى قبلك الماضون والأُولُ قد حصّلوا المال من حـلٍ ومن حَرمٍ فلم يردّ القضا لمّا انتهى الأجـل قادوا العساكر أفواجًا وقد جمعوا فخلّفــوا المالَ والبنيانَ وارتحلـوا إلى قبورٍ وضيق في القرى رَقدوا وقـد أقامـوا به رهنـًا بما عملـوا
الموت زائرٌ لا يستأذن، وضيف لا يعرف المجاملة، وباطش لا ترده الواسطة. يستوي عنده الكبير الصغير، والأمير والحقير، والغني والفقير، والملك والمملوك. ليس لزيارته موعد محدد، ولا لقدومه زمن معين، ولا لهجمته وقت معلوم؛ يدلف في السحر، ويقدم في الظهيرة، ويبهت في الغفلة، يُنزل الراكب من على دابته، ويبطش بالملك على كرسيه، ويختطف الوالد من بين ذويه، والصبي من يد والديه, لا يمهل المفرط حتى يتوب ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ﴾ ... [النساء: 18] ، ولا يرجئ الجائع حتى يشبع، ولا العطشان حتى يشرب ولا المسافر حتى يعود إلى أهله، ولا النائم حتى يفيق، ولا الصغير حتى يكبر ﴿ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ ... [الأعراف: 34]. | |
|