قررت الفعاليات السياسية العربية داخل أراضي 48 في اجتماع اليوم في الناصرة، إحياء الذكرى السنوية التاسعة لهبة القدس والأقصى، التي تحل مطلع الشهر القادم، بإضراب عام ومهرجان سياسي كبير، ومسيرة مركزية قطرية موحّدة في قرية عرابة في الجليل.
كما تقرر تنظيم مظاهرات ونشاطات وفعاليات محلية، لا سيما في القرى والمدن العربية التي سقط فيها شهداء هبة القدس والأقصى (13 شهيدا) عام 2000، ضحايا العدوان البوليسي الإسرائيلي الرسمي.
وأكدت "المتابعة" أن الإضراب مناسبة وطنية كفاحية، وردا طبيعيا وضروريا للتصعيد الرسمي المؤسساتي والشعبي تجاه المواطنين العرب، في مختلف مَناحي الحياة، لا سيما الوجودية منها.
القتلة طلقاء
وظلت علاقات السلطات الإسرائيلية بفلسطينيي 48 تتوتر منذ عام 2000 في ظل تراكم الغبن والتمييز العنصري والتنكيل كما تجلى في إغلاق ملفات المتهمين بمقتل 13 عربيا خلال هبة القدس والأقصى عام 2000، وعدم محاكمة المجرمين، والتصعيد الرسمي الخطير في سياسة هدم البيوت العربية.
وأشار رئيس لجنة "المتابعة" العليا محمد زيدان إلى تنامي مظاهر التحريض العنصرية والفاشية، التشريعية الرسمية والشعبية، في المجتمع الإسرائيلي ضد العرب.
ونوه إلى سلسلة قوانين وإجراءات تهويدية منها محاولة "عَبْرَنَة" أسماء المدن والقرى لتهويد الجغرافيا ومُصادرة التاريخ، وعسكرة المدارس وصهينتها بفرض نشيد "هتكفا" الصهيوني، و"الاعتقالات الترهيبية" الأخيرة بحق عشرات الشباب العرب وأزمة السلطات المحلية العربية التي تشارف على الانهيار بسبب سياسة التمييز الرسمية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين العرب.
تهويد القدس
وقال إن مواصلة وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وتسريع عملية تهويد القدس المحتلة والسعيّ المنهجي لتغييب الوجود العربي الفلسطيني فيها أسباب للإضراب أيضا.
وحذر زيدان الحكومة الإسرائيلية ومُؤسساتها وأجهزتها من استمرار "حملة تحريض فاشية عدوانية" ضد العرب الذين يشكلون 18% من السكان.
وقال النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إن الإضراب ليس رد فعل على حدث عيني وموضعي، بل نتيجة تراكمية لسياسة التمييز العنصري المستفحلة والمتصاعدة، إذ لم يبق وزير أو مسؤول، حسب قوله، إلا سعى لبناء مجده السياسي بالعداء للعرب.
اجتياح عنصري
وتوقف عند تصريحات وإجراءات وزراء كثيرين كوزير التعليم غدعون ساعر الذي يريد صهينة المنهاج ووزير المواصلات يسرائيل كاتس الذي يريد عبرنة أسماء البلدات، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي لا يتوقف عن التحريض.
وتابع "هذا الأسبوع انضمت لهم زعيمة حزب "كاديما" المعارض تسيبي ليفني، التي تطالب فلسطينيي الداخل بتبني رموز الصهيونية ونشيدها، ليتجلى إجماع صهيوني معاد وعنصري، عرفناه طيلة الوقت، ولكنه بات يتصاعد ويزداد شراسة ما يقتضي الرد بمستوى التحدي.